الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فجزاكم الله خيراً على حسن تواصلكم معنا، أما عن السؤال، فأقول وبالله التوفيق؛ هذه المسألة فيها الوجهان للعلماء:
الوجه الأول: وجه مَن قال أن أبتعد عن كل هذه الأحزاب للآتي ذكره:
-لأنها مؤسسة على غير الشريعة، مؤسسة على الخضوع للنظام الديمقراطي، ومن بنود
تأسيسها ألا يُنشئ حزب على أساس ديني، هذا من بنود التأسيس، فقائل يقول: أنا سأبتعد،
أهدأ لبالي وأتبع كلامي ربي وكلام رسولي -عليه الصلاة والسلام- وأبتعد عن هذا.
وقائل يقول: وإن كان فيها ما ذكر لكن تركها سيؤدي إلى أن يتسلط الشريرون والمفسدون،
ويسنون للناس قوانين باطلة تسير عليها البلاد، ويضلل بها العباد، فبدلًا من أن
تُترك لساويرس المحارب لرسول الله -عليه الصلاة والسلام- أتدخل لإنقاذ البلاد من يد
شخص كهذا حتى لا يسن قوانين باطلة تزيد المسألة فسادًا، فاختيار أخف الضررين له
أدله في الشريعة. والأمر في ذلك واسع والله أعلم.
|