|
ماموقفكم من الطعن فى بعض المشايخ ؟
| ماموقفكم من الطعن فى بعض المشايخ ؟ 4007 زائر 19-12-2012 09:22 | الحمد
لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، فجزاكم الله خيراً على تواصلكم الطيب معنا، أما عن السؤال؛ ففي الحقيقة قد لمست المسألة عن قرب،
وتباحثت مع الشيخ محمد حسان نفسه والشيخ محمد يعقوب -وفقهما الله لكل خير، ففي
الحقيقة أنهما افتُريَت عليهما افتراءات لا حصر لها في هذه الأيام، ولا يقول بها
قائل على خلق أبدًا، المسألة إذا كانت مسألة خلافية محتملة للخلاف، وهي لزامًا
محتملة للخلاف لا ينبغي أن تطور إلى افتراءات وكذب صريح في ادِّعاءات على الأشخاص،
في عوائلهم وأموالهم، كذب صريح لا أتردد في أنه كذب صريح على الشيوخ -حفظهم الله.
ولكن أبشركم والحمد لله وبعد جَهد من الساعي في هذا الصدد أرسل الأخ محمود عبد
الرازق الرضواني اعتذارًا مكتوبًا، لعل الليلة أيضًا يخرج -إن شاء الله- على
القنوات الناس والرحمة اعتذار بالصوت والصورة عما جار فيه، نسأل الله أن يتوب علينا
وعليه.
لكن أيضًا أحب أن أذكر بأمر بالمسألة في أصلها العلمي، لأن أصلها العلمي هذا لزامًا
أن يحدث فيه اختلاف، لكن كنت أرى الشيخ محمودًا شذَّ شذوذًا غريبًا في
رأيه سأذكركم بها الآن.
المسألة تعديد أسماء الله الحسنى، «إن
لله تسعة وتسعين اسمًا مَن أحصاها دخل الجنة»،
علماؤنا الأولون لهم اجتهادات في هذه الأسماء الحسنى في تعيينها، فلله أسماء حسنى
تفق على أنها أسماء حسنة، {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ
الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ} [الحشر: 23]، إلى آخره،
الرحمن الرحيم، الملك، العزيز، الخالق، البارئ، كلها
أسماء متفق عليها، وأسماء أخرى أُخذت من السنة، قد يكون الحديث الذي أُخذ منه الاسم
ضعيف عند عالم، صحيح عند عالم آخر، فالذي صححه سيعتمد
الاسم، والذي ضعفه لن يعتمد الاسم.
فمثال لذلك على سبيل المثال: «إن
الله حيي ستير»،
الحديث الذي فيه «ستير» هل ثبت أم لم يثبت؟
فعالم قال إن الحديث ثابت، أنا أختار رأيًا آخر أن الحديث مضعف، فالذي صحح سيثبت
الاسم، الذي ضعَّف لن يعتمد الاسم، فأي الرأيين اخترت ستجد مَن يُخالف. اسم المحسن،
اسم الجواد، أسماء كثيرة منشؤها هذا الخلاف.
سبب لخلاف آخر هو: أحيانًا لا يكون الاسم اسم؛ إنما هي صفة، «إن
الله جميل يحب الجمال»،
هل «الجميل»
اسم أو صفة؟ إذا قلت أن الله جميل، نحن نقول: جميل صفة. فواحد آخر يقول: لا، الجميل
اسم ويعتمدها اسم من الأسماء الحسنى ويقول: أنا أتيت باسم جديد لم
يأتيه غيري.
«إن الله طيب لا
يقبل إلا طيبًا»،
هل «طيب»
اسم أو صفة لله؟ قائل يقول أنها صفة، الآخر يثبتها على أنها اسم، فيحصل من ثَمَّ
نوع خلاف.
كذلك المضافات، {خَيْرُ
النَّاصِرِينَ}
[آل عمران: 150]، هل أشتق منها اسم الناصر أو أتركها كما هي {خَيْرُ
النَّاصِرِينَ}؟
خلاف.
كذلك الاشتقاق من الأفعال، المنعم {مَعَ
الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ}
[النساء: 69]، هل آخذ من {أَنْعَمَ}
اسم المُنعم وأقول: عبد المُنعِم. أم لا يصح الاشتقاق من الأفعال.
{وَأَنَّ اللَّهَ
قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا}
[الطلاق: 12]، آخذ من {أَحَاطَ}
اسم المحيط أو لا آخذ؟ فكلها تسبب اجتهادات اختلافات في وجهات النظر.
فإذا قال عالم: أنا مختار رأي القائل أن هذه أسماء، والآخر يختار غيرها، ما الذي
يوصلك إلى أن تقول إنه متزوج بعشرين أو أنه مطلق خمسين، أو أنه يأخذ رتب مئة ألف
أومليون؟ كلها أشياء لا أساس لها من الصحة على الإطلاق، يعني لا تنفعك في دينك ولن
تنفعك في ديناك، ولن تنفع المسلمين بشيء، فلسنا بمطالبين بمجلس تحكيم تتقاضى راتب
كم؟ لا تتقاضى كم؟ تزوجت كم؟ لم تتزوج كم؟ هذه أمور خاصة ترجع إلى الأشخاص، لكن حتى
مع أنها إلا أنها مكذوبة على الشيخ تمامًا، لكن من الناحية العلمية أرى الشيخ محمود
الرضواني جانب فيه الصواب وعفا الله عنه رأي غريب جدًا كلكم تستغربونه في جزئية
علية «إن لله
تسعًا وتسعين اسمًا، مائة إلا واحدًا»،
جعل التسعة وتسعين أسماء مفردة، والمائة إلا واحدًا
أسماء مركبة، إذن لله كم الآن؟ 198 اسم.
كلنا نعلم أن «
مائة إلا
واحدًا» تأكيد لـ
«تسعة وتسعين»،
فهو لما جاء يحصر -وفقه الله وغفر الله لنا وله- جاء يحصر؛ حصر الأسماء المفردة
فوجدها على طريقته إذا جمعها ستزيد على التسعة وتسعين؛ فاضطر إلى هذا وقال: الحاسوب
أخرج لي أشياء لم يخرجها العلماء الأولون!
يعني خطأ شديد جدًّا، فإذا كانت المسألة علمية أنا ممكن أخطئ، الشيخ محمد ممكن
يُخطئ، الشيخ محمود ممكن يُخطئ، لكن العلم رحم، والحكمة ضالة للمؤمن، لكن الصحفيون
المكرة استدرجوا بعض المشايخ وورطوهم في كلمات، حتى من أيام مضت أُصْدِر العدد
الثاني من مجلة صوت الأمة وكدتُّ أتوصل مع الشيخ محمود إلى حل نهائي حتى لا يصدر
العدد الثاني، فبيَّن لي أن الصحفي أخذ منه عدَّة حلقات ويصعب التخلص منها، وهذا من
مكر الصحفيين، يصيغون الصيغ التي يريدون، وممكن يجزِّئ المحاضرة التي أخذها منك على
عشر محاضرات وينسج حولها نسيجًا كاذبًا كبيرًا.
فالحمد لله الصف بدأ يجتمع، الليلة -إن شاء الله- لعلكم تسمعون تراجعًا بالصوت
والصورة للشيخ محمود الرضواني عما صدر من مقولات في مجلة الأمة التي استغلت الحدث
استغلالًا سيئًا للتشويه بصورة الدعاة إلى الله، وهذا ليس بغريب في تاريخ المسلمين،
فمن صور أهل الإجرام وطرائق أهل الإجرام قذف الشائعات، لا يخفى عليكم أنهم طعنوا في
رسول الله، طعنوا في زوجته، واتهموها بأكثر مما اتهم به الشيخ محمد حسان والشيخ
محمد يعقوب، وكانوا عصبة {إِنَّ
الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ}
[النور: 11]،كان منهم صالحون، وكان منهم أهل نفاق، فهذا
موجود في التأريخ، تأريخ المسلمين وبكثرة، فذاك البعض
حتى في تفسير قوله تعالى: {لَا
تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى}
[الأحزاب: 69]، في الموقوفات والإسرائليات وليس في المرفوعات إلى رسول الله أن
قارون أعطى امرأة من البغايا الإسرائليات ألفين دينار، واتفق معها على أن تتهم نبي
الله موسى باتهام، فقام نبي الله موسى ذات يوم يخطب في بني إسرائيل خطبة بليغة
مؤثرة، خطبة نبي، فأبكاهم، فقام هارون فقال: يا كليم الله، يا كليم الله، ماحكم
الزاني المحصن؟
قال: حكمه الرجم.
قال: انظر ما تقول يا كليم الله، راجع الفتوى، ما حكم الزاني المحصن؟
قال: حكمه الرجم.
قال: يا كليم الله ما حكم الزاني المحصن.
قال: حكمه الرجم.
قال: إذن اسمع، وقال للمرأة قومي تكلمي بالذي حدث.
فاتهمت موسى بأنه فعل معها الفاحشة أمام الملأ.
فقال موسى -عليه السلام: أناشدك بالذي أنزل التوراة والألواح أهذا كان مني؟
قالت: أما وقد ناشدتني، فلن أقول إلا الحق، قارون أعطاني
ألفين من الدنانير وها هي حتى أقول هذه المقولة، {فَبَرَّأَهُ
اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا}
[الأحزاب: 69].
| |
الفتوى السابق
| الفتاوي المتشابهة
| الفتوى التالي
|
|