يقول الإنسان لأبيه: يا بابا أو يا بابي، ولأمه: يا ماما أو يا مامي ...
إلى هذه اللغة الأعجمية، أما من ناحية الجواز فلا أستطيع أن أحرم ذلك، لكن نحن
مسلمون عرب، لنا لسان عربي مبين نزل به القرآن الكريم فإحياء اللغة التي نزل بها
القرآن فيه فضل عظيم.
قال تعالى:
{بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ} [الشعراء:195]
{إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الزخرف:3]
والنبي-
عليه الصلاة والسلام - ومع أنه أطلق على العشاء العتمة إذ قال: «لو يعلمون ما في
العَتَمَة والصبح لأتوهما لو حَبْوًا»، ولكنه
ما أراد أن تتفشى هذه اللفظة وتطلق على العشاء باطراد لكونها لغة الأعراب، قال
عليه الصلاة والسلام: لا تَغْلِبَنَّكُمُ الأعراب على اسم
صلاتكم العشاء،
فيقولون العتمة.
فينبغي
أن نحافظ على لغتنا التي نزل بها كتاب ربنا، والتي تحدث بها نبينا - عليه الصلاة
والسلام - هذا ينبغي ويلزم أن نحيي هذه اللغة، أما ما يصدر الآن من تنحي عن هذه
اللغة وابتعاد عنها فذاك نذير شر ونذير سوء، فأصبحوا يبدلون مكان اللغة العربية
لغة أعجمية وذلك لطمس الهوية، فنعوذ بالله من الحيود عن كتابه وعن سنة رسوله صلى
الله عليه وسلم.
فنتفطن جميعا لهذا وينبغي أن تُولى لغة العرب التي نزل بها القرآن - ليس
لأننا عرب لكن لأن القرآن نزل بها-
اهتمامًا وأن توقر وأن تعظم.
فلم يقل يوسف: يا بابا إني رأيت أحد عشر كوكبًا.
ولم يقل النبي - صلى الله عليه وسلم-: استأذنت ربي أن أزور قبر ماما.
ولم يقل النبي - صلى الله عليه وسلم-: بابا وباباك في النار.
لم يقل هذا النبي - صلى الله عليه وسلم-
بهذا اللفظ.
وهكذا تسير الأمور، لا ينبغي أبدا أن أطلق على العمة (طنط ( ، إنما أقول: عمتي، خالتي
أما
أيضا لغة الإسكندرية التي طغت وعمت: عمو وخالو، يقول الشخص عن عمه بدلا من عمي
يقول: عمو، هذه لغة معوجة هي الأخرى ينبغي أن تُقوَّم.
هكذا؛
فلنحيي هذه اللغة التي نزل بها القرآن ولنحافظ عليها. |