الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، فجزاكم الله خيرا ً على تواصلكم الطيب، أما عن السؤال؛ فحديث
" إن الله خلق آدم
على صورته " له
روايتان إحداهما "
إذا قاتل أحدكم أخاه فلا
يلطمن الوجه فإن الله خلق آدم على صورته
" والرواية الثانية "
خلق الله آدم على صورته
طوله في السماء ستون ذراعاً
" فبين يدي التفسير وإيراد أقول العلماء،
علينا أولاً أن نوقن بقوله تعالى " لَيْسَ
كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ"[
الشورى: 11] فلله يد، ولكن
ليست كيد خلقه، قال تعالى " مَا مَنَعَكَ
أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ"[
ص: 75] لكن يده ليست كيد خلقه، يبقى النظر
في توجيه الحديثين ""إن
الله خلق آدم على صورته طوله في السماء ستون ذراعاً
" أي أنه لم يمر بالطفولة، ولم يمر بعد الطفولة
بالمراحل المعلومة، إنما خلق أول ما خلق،
طوله في السماء ستون ذراعاً , فقوله في هذا الحديث،
حديث آدم " خلق
الله آدم على صورته طوله في السماء ستون ذراعاً
" الهاء راجعة إلي آدم نفسه على بعض التأويلات،
والثاني " إذا قاتل أحدكم
أخاه فلا يلطمن الوجه فإن الله خلق آدم على صورته
" الهاء هنا للعلماء فيها عدة أقوال أحدها على صورته في التأويل السابق حديث "
طوله ستون ذراعاً
" والثاني على
صورة المضروب، والثاني على صورة المضروب وهذا قول إختاره
بعض العلماء، أما الحديث الذي فيه "
إن الله خلق آدم على صورة
الرحمن " بهذا
اللفظ لا يصح ولايثبت وهو منكرٌ والله أعلم .
|