الحمد
لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فجزاكم الله خيراً على تواصلكم الطيب، أما عن السؤال؛ فلا يخفى عليكم أن المسلمين والمؤمنين
أمة واحدة، قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا
بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}
[آل عمران: 103]، وقال: {وَلَا
تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ
الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}
[آل عمران: 105]. النصوص في هذا كثير جدًا، لكن إن قامت مجموعات لفعل الخير، تتعاون فيما بينها على
البر والتقوى بقيد ألا يكون هناك تعصب مذموم، وبقيد آخر ألا تكون هناك معاداة لمن لم
ينتظم معنا، مثلاً جماعات متعددة التي ينتظمها منهج أهل السنة والجماعة إن كانت
تقوم بما أوجب الله عليها تتعاون على الخير فلا بأس بدون مبايعات وبدون تأميرات كما
يفعلون، بدون بيعة وأمير كما يفعل أهل البدع، إن كان مجرد تعاون فلا يخفى عليكم أن
مثل هذا يجوز، كجمعية رعاية الأيتام، جمعية تزويج الشباب غير القادر على الزواج،
جمعية أنصار السنة، الجمعيات الشريعة؛ أي جمعيات لفعل الخير، بقيد ألا يكون هناك
تعصب ممقوت، وتكون مظللة بغطاء أهل السنة والجماعة، فمثل هذا يندرج تحت قوله تعالى:
{وَتَعَاوَنُوا
عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}
[المائدة: 2]. أما إذا ورثت عصبية ومَن لم ينتظم معنا فهو عدونا، ولا يوصل ولا يوظَّف؛ فمثل هذا
الذي يورث العصبية ذمَّه الرسول لما قال: «دعوها
فإنها منتنة»، لما
تداعى الأنصار بالأنصار، ولما تداعى الهاجرون بالمهاجرين. والله أعلم.
|