الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فجزاكم الله خيراً على تواصلكم الطيب، أما عن السؤال؛ فأقول وبالله التوفيق؛ عن اللحية قد قال النبي صلى الله عليه
وسلم: «خالفوا
المشركين، قصُّوا الشوارب وأوفوا اللحى»،
ولم أعلم أحدًا من الأئمة الأربعة أجاز حلقها، ولم أعلم أن أحدًا من الصحابة حلقها،
والله أعلم. أما الأخذ منها فقد ثبت عن ابن عمر، وعن أبي
هريرة، وعن غيرهما، أنهما كانا يأخذان ما زاد عن القبضة، وبعض العلماء يُجوِّز
كالطبري أخذ ما شذَّ وتطاير.
أما عن الغناء، فلابد فيه من التفصيل، تفصيل بين الغناء المصحوب
بالمعازف، والغناء الذي لم يُصاحب المعازف. فالمعازف قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليكونن
من أمتي أقوام يستحلون الحرَ والحريروالخمر والمعازف»،
فمن قوله «يستحلون»
يدل على تحريمها.
أما الغناء بدون معازف فلابد فيه أيضًا من التفصيل:
- إن كانت كلماته بدون معازف كلماته طيبة ونافعة ومهيجة على عمل الخير؛ فقد صُنع
ذلك في زمن الرسول: «ألا
قلتم: أتيناكم أتيناكم، ولولا الحبة السوداء ما حلت بواديكم، اللهم لا عيش إلا عيش
الآخرة، فانصر الأنصار والمهاجرة».
- أما إن كان غناءً يهيِّج الكامن للشر، ويثير الشهوات والشبهات، ويُهيِّج على شرب
الخور؛ فهذا فسد، والله لا يحب الفساد.
أما عن الإسبال ففيه تفصيل:
- إذا كان الإسبال للخيلاء فهو كبيرة من الكبائر، بينما رجل يمشي في حلة يجر إزاره
قد أعجبته نفسه إذ خُسف به»، «ثلاثة
لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل،
والمنَّان»، و«ما
أسفل الكعبين من الإزار ففي النار»
حمله الجمهور على الخيلاء.
- وما كان لغير الخيلاء فمن العلماء مَن يقول معصية لكونه عصى أمر رسول الله، لكن
ليست كبيرة كالخيلاء. ومن العلماء مَن يُرخِّص فيه للحاجة، ويقول: أن ابن مسعود كان
أحمش الساقين وكان يُرخي إزاره ويقول: "إني
أحمش"، يعني نحيف
الساقين، دقيق الساقين. والله أعلم.
|