الشيخ:
أقول وبالله تعالى التوفيق:
أما السقط هل يصلى عليه أو لا يصلى عليه؟ فالأمر في ذلك واسع، هذا محله إذا كانت الروح نفخت فيه،
فقد ورد في الباب خبران عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في
كل منهما مقال:
أحدهما:
«السَّقْطُ يُصَلَّى عليه» - من حديث المغيرة بن شعبة - والصواب وقفه وعدم
رفعه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
والحديث الآخر:
« لا يَرِث الصَّبِي
حتى يَسْتَهِلَّ صارخًا » .. به استدل فريق من الشافعية على أن الغلام لا يصلى
عليه إلا إذا نزل من بطن أمه يصرخ - أي نزل حيًا - وهذا أيضا لا يثبت عن النبي -
صلى الله عليه وسلم - إنما هو موقوف على جابر أيضا - على ما أذكر.
فلذلك اختلفت أقوال العلماء في السقط هل يصلى عليه أو
لا يصلى اختلافا قويًا والأمر في ذلك كله واسع فبأي الرأيين أخذت فلا جناح عليك؛
إذ لا يثبت خبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الباب، والله أعلم.
|