الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وبعد:
فمن البلاء الذي حلَّ بأمة محمد صلى الله عليه
وسلم أن يتجه رجال ذكور كثيرون للتخصص في أمراض النساء، ويستجيز أيضًا عن المرأة
التي هي مضطرة أو التي ليست بمضطرة على السواء، لا يفرق، والأخرى تتبذل وتكشف عن
سوءتها والله سبحانه وتعالى يقول: {يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ
مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ اعَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَ سَوْآتِهِمَا}[الأعراف:27].
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا
ينظرُ الرجلُ إلى عورة الرجل، ولا المرأةُ إلى عورة المرأة" [مسلم عن أبي سعيد الخدري].
فالأصل ألا تذهب إلى هذا الطبي إلا إذا
دعت الضرورة الشديدة التي لا مناص عنها من ذلك، أما إذا وجدت طبيبات مسلماتيقمن
بالغرض، فيحرم على المرأة أن تذهب إلى الطبيب، مسلمًا كان أو كافرًا يكشف عن
عورتها.
أما أن تبادر الفتاة أو تبادر المرأة
بالذهاب إلى طبيب لأتفه الأسباب وتكشف عن سوءتها أمام هذا الطبيب يعبث بها كيف
يريد، فهذا لا يرضي ربنا، وهذه العورات يجب أن تصان وأن تحفظ ولا تكشف أبدًا إلا
للضرورات القصوى، وليست كل اكرأة عندها مغص أو مقدمات ولادة أو غير ذلك توصف بأنها
مضطرة، فالله الله في العورات أن تستر، الله الله في الحريم أن يستحيين وأن
يتعففن.
ومن عهد آدم عليه السلام إلى عهود قريبة وفي
زمان الرسول عليه الصلاة والسلام لم يكن هناك قابلة من القوابل متمثلة في رجل! فمن
من الصحابة كان مشهورًا بأنه ىيولد النساء ؟ نبئوني بعلم بهذا ؟!
وفي التابعين وأتباع التابعين بل إلى عهود
قريبة لم يكن هذا التخصص فاشيًا في الرجال كهذه الأزمان، فعلى النسوة أن يتخصصن في
هذا التحصص، وعلى المرأة أن تتحفظ وأن تُستر قدر استطاعتها، والشفاء عند الله،
والله أعلم.
|