قال الشيخ مصطفى العدوي حفظه الله تعالى الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد فحديث "
إن الله خلق آدم
على صورته " له
روايتان إحداهما "
إذا قاتل أحدكم أخاه فلا
يلطمن الوجه فإن الله خلق آدم على صورته
" و الرواية الثانية "
خلق الله آدم على صورته
طوله في السماء ستون ذراعاً
" فبين يدي التفسير وإيراد أقول العلماء
نوقن بقوله تعالى "
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ
وَهُوَ السَّمِيعُ ُ البَصِيرُ"[
الشورى: 11] فلله يدولكن
ليست كيد خلقه قال تعالى "
مَا مَنَعَكَ أَنْ
تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ"[
ص: 75] لكن يده ليست كيد خلقه يبقى النظر
في توجيه الحديثين ""إن
الله خلق آدم على صورته طوله في السماء ستون ذراعاً
" أي أنه لم يمر بالطفولة، ولم يمر بعد الطفولة بالمراحل
المعلومة إنما خلق أول ما خلق طوله في السماء ستون ذراعاً فقوله في هذا الحديث،
حديث آدم " خلق
الله آدم على صورته طوله في السماء ستون ذراعاً
" الهاء راجعة إلي آدم نفسه على بعض التأويلات والثاني
" إذا قاتل أحدكم
أخاه فلا يلطمن الوجه فإن الله خلق آدم على صورته
" الهاء هنا للعلماء فيها عدة أقوال أحدها على صورته في التأويل السابق حديث "
طوله ستون ذراعاً
" والثاني على
صورة المضروب والثاني على صورة المضروب وهذا قول إختاره بعض العلماء أما الحديث
الذي فيه " إن
الله خلق آدم على صورة الرحمن
" بهذا
اللفظ لا يصح ولايثبت وهو منكرٌ والله أعلم .