أما عن المرأة التي زوجها يشرب الكحول، هذا من الذي ينبغي ألا يكون؛ أعني
تسمية الخمر بالكحول؛ حيود عن الواقع وعن الحكم الصحيح، إنما يقال: ماذا تصنع
امرأة زوجها يشرب الخمر وينام معها؟
أقول وبالله التوفيق: هناك حديث لو ثبت لكان قويًا جدًا في المنع والفراق،
وهو ما روي عن أبي عبيدة عن ابن مسعود في تفسير قول الله - جل ذكره -: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى
لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ
يَعْتَدُونَRكَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ
مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} [ المائدة/
78،79] .. في الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كان الرجل من بني
إسرائيل يلقى أخاه على المعصية، فيقول له: اتق الله ودع ما تصنع، إنه لا يحل لك،
فلا ينتهي، فلا يمنعه ذلك من أن يكون من الغد أَكِيلَهُ وشَرِيبَهُ.
فنزلت فيهم اللعنات وحلت عليهم اللعنات .. إلا
أن هذا الخبر سنده ضعيف؛ فمداره على أبي عبيدة عن ابن مسعود ولم يسمع منه فهو
منقطع.
ولكن على كل عندنا عمومات: «إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء، كحامل المسك ونافخ
الكير، فحامل المسك إما أن يُحْذِيَكَ، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا
طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة»
فإذا كان هذا شأنه وزوجته امرأة من الصالحات فالأولى لها أن تفارقه إذا لم
يكن ينزجر وينتهي، فمعيشة المرأة الصالحة مع رجل كهذا الذي يرتكب الكبائر يوميًا
تؤثر على دينها يومًا بعد يوم، والله المستعان.
|