|
هل الأفضل لنا كمسلمين أن تكون مصر دولة مدنية أم نخلط الدين بالسياسة؟
| هل الأفضل لنا كمسلمين أن تكون مصر دولة مدنية أم نخلط الدين بالسياسة؟ 2898 زائر 02/05/2012 | الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد؛ فجزاكم الله خيراً
على تواصلكم الطيب، أما عن السؤال؛ فأقول وبالله التوفيق؛ يا أخي الكريم زادك الله
من فضله،ربنا يعلم من خلق وأنزل إليهم كتاباً ما فرط فيه من شيء، وبعث نبياً كريماً
- شعيب عليه السلام - يقول لقومه {
أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا
تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِين
َ} [ سورة الشعراء:182] يضبط الحقوق وكذلك أصول كل شيء موجودة في كتابنا أصول
الاقتصاد، قال تعالى{
وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ
حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا
}[ سورة الإسراء: 26] وقوله تعالى {
وَكُلُوا وَاشْرَبُوا
وَلَا تُسْرِفُوا
} [ الأعراف: 31] أصل كل شيء في كتاب الله، أصل الحكم {
وَمَنْ لَّمْ يَحْكُم
بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُون}
[ المائدة:44]َ، {
وأن احْكُم بَيْنَهُم
بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ
} [ المائدة:49] فأصول كل شيء في كتاب الله، فالذي ينادى بدولة مدنية أو بدولة
ليبرالية أو بدولة اشتراكية أو بدوله ديمقراطية أو بدولة علمانية؛ هم للكفر أقرب
منهم للإيمان. لماذا ؟ لأن معنى الدولة الديمقراطية النزول على هوى الشعب، وهذا
ضلال لأن الله قال {
وإن تطع أكثر من في الأرض
يضلوك عن سبيل الله
} [ الأنعام116}، وقال{
وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ
أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ}
[ المؤمنون:71] ، وكذلك الدولة العلمانية التي فيها فصل الدين عن سائر شئون الحياة
وقصر الدين على الصلاة والصيام والحج والزكاة قصر الدين على ذلك، وهذا أيضاً إيمان
ببعض الكتاب وكفر ببعض قال تعالى {
أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ
الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْض فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ
إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ
أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّـهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
}[ المؤمنون71؛73] أما
الآخر الأحمق الجاهل الغبي الذي يقول دولة ليبرالية؛ يعنى التحرر من الدين
والانسلاخ منه فمضروب له مثلاً بالكلب {
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ
نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ
فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿١٧٥﴾ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـٰكِنَّهُ
أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن
تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ
الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}[
سورة الأعراف 175:]، قال ربك {
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً}[
البقرة: 208] لقد أستنكر قوم شعيب على شعيب تدخله في المكاييل والموازين {
قالوا يَا شُعَيْبُ
أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ
فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ ۖ إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ
}[ سورة هود:87] فكان
ماذا ؟ {
فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
} فقد قال الله تعالى للنبي محمد{
وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم
بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن
يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا
فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ
وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ
}[ الشعراء:189] فكلامهم باطل ولا أتصور كيف يصدر من مسلم أن يطالب بدولة مدنية
التحاكم فيها ليس إلى القرآن ليس إلى سنة النبي يساوى فيها بين البوذي عابد البقر
وبين المسلم يساوى فيها بين من قال عزير ابن الله والمسيح ابن الله ومن قال لا إله
إلا الله ويعطى هذا كل حقوق الآخرين ويهدم مبدأ الولاء والبراء لا أتصور كيف يطالب
مسلم أن يكون يداً واحدة مع عابد البقر ومع البهائي الملحد، فلنا كتاب نحكم به
ونُحكم به هو كتاب ربنا سبحانه وتعالى ويفترض أنه لا اختيار لنا أما هذا فإننا
مسلمون ومادمنا قد أعلنا عن هويتنا وإسلامنا فلا يسعنا أبداً أن نخرج عن شرع الله {
وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله} سورة الأحزاء آية36
| |
الفتوى السابق
| الفتاوي المتشابهة
| الفتوى التالي
|
|