الجواب
فرسالتي إلى الحكام,حكام المسلمين عموما, في
مصر وفي ليبيا, وفي غير مصر وفي غير ليبيا, بتقوى الله سبحانه, والإمتثال لأمره,
وإقامة شرعه في بلادهم, والحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى, فلا تغتروا الثورات،
ولا تغتروا بالبريق ولا البهرج، إنما أنتم مسئولون بين يدي الله، عن إقامة شرع
الله في بلادكم وشعوبكم، قال تعالى ذكره: (الذين إن
مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله
عاقبةوالأمور)، إن ربكم أيها الحكام ذكّر من هو خير منكم، داوود عليه
السلام، فقال: (ياداود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم
بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله
لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب)، وقال ربكم لنبيكم: (وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم)، فلا
تُتّبع أهواء الشعوب، ولا تتبع أهواء الثورات، إنما الذي يتبع قول الله عز وجل ثم
قول النبي الأمين محمد صلى الله عليه وسلم باعتباره وحي يوحى.
ورسالتي إلى الشعوب أن تطالب حكامها بذالك،
وإلا فالكل في سعي ضائع، وفي سعي خائب، إنما إقامة شرع الله مطلبنا حكاما
ومحكومين.
أما قبول خمس مائة دينار من شخص وزعها على
الناس، فبهذا التوصيف المذكور، ليست برشوة، لا أراها رشوة لأنه ما تبعها سكوت عن
كلمة حق، أن كنت ترى حقا فتكلم به، والمال ليس بمال شخص بعينه فاقبلها بارك الله
فيك، وإن رأيت أن تقول كلمة حق في موطن فواجب عليك أن تتكلم بها ولا تبال بحاكم
ولا بمحكوم، ولا تبال بكثرة ولا بقلة، إنما تتكلم كلمة الحق لا تأخذك في الله لومة
لائم، لا من الحاكم ولا من المحكوم، إنما تبتغي بكلماتك وجه ربك الأعلى والله أعلم.
|